فصل: (سورة آل عمران: الآيات 196- 197)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة آل عمران: آية 189]

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}.
{وَلِلَّهِ} لفظ الجلالة وحرف الجر متعلقان بمحذوف خبر مقدم {مُلْكُ} مبتدأ {السَّماواتِ} مضاف إليه {وَالْأَرْضِ} عطف والجملة معطوفة {وَالله} الواو عاطفة الله لفظ الجلالة مبتدأ {قَدِيرٌ} خبره تعلق به الجار والمجرور {عَلى كُلِّ} {شَيْءٍ} مضاف إليه.

.[سورة آل عمران: الآيات 190- 191]

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الألباب (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (191)}.
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ} إن واسمها آيات منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم واللام هي المزحلقة وقيل هي لام الابتداء في خلق متعلقان بمحذوف خبر إن.
والأرض واختلاف عطف {لِأُولِي الألباب} اللام حرف جر أولي اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة آيات الألباب مضاف إليه والجملة مستأنفة.
{الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بدل من أولي أو صفة {يَذْكُرُونَ الله} فعل مضارع وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة صلة {قِيامًا} حال {وَقُعُودًا} عطف {وَعَلى جُنُوبِهِمْ} متعلقان بمحذوف حال التقدير: مضطجعين على جنوبهم {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} الجملة معطوفة على يذكرون {رَبَّنا} منادى مضاف منصوب {ما خَلَقْتَ هذا} ما نافية خلقت فعل ماض والتاء فاعله واسم الإشارة مفعوله {باطِلًا} حال منصوبة أو صفة لمصدر محذوف أي: خلقا باطلا والجملة في محل نصب مفعول به لفعل قول محذوف أي يقولون: ربنا {سُبْحانَكَ} مفعول مطلق لفعل محذوف.
{فَقِنا عَذابَ النَّارِ} الفاء هي الفصيحة ق فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة لأنه معتل الآخر ونا ضمير متصل مفعول به عذاب مفعول به ثان النار مضاف إليه والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر.

.[سورة آل عمران: الآيات 192- 193]

{رَبَّنا أنك مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192) رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيًا يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193)}.
{رَبَّنا} منادى مضاف {إِنَّكَ} إن واسمها {مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ} من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ أو مفعول به مقدم تدخل فعل الشرط مجزوم بالسكون وحرك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين النار مفعوله.
{فَقَدْ} الفاء رابطة قد حرف تحقيق {أَخْزَيْتَهُ} فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من وجملة {مَنْ تُدْخِلِ} في محل رفع خبر إن.
{وَما لِلظَّالِمِينَ} الواو استئنافية ما نافية للظالمين متعلقان بمحذوف خبر مقدم {مِنْ أَنْصارٍ} من حرف جر زائد أنصار اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ والجملة مستأنفة.
{رَبَّنا} سبق إعرابها {إِنَّنا} إن واسمها {سَمِعْنا} فعل ماض وفاعل {مُنادِيًا} مفعول به والجملة خبر إن {يُنادِي لِلْإِيمانِ} الجملة صفة مناديا {أَنْ آمِنُوا} أن تفسيرية آمنوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {بِرَبِّكُمْ} متعلقان بآمنوا والجملة تفسيرية {فَآمَنَّا} الفاء عاطفة آمنا فعل ماض وفاعل {فَاغْفِرْ لَنا} الفاء هي الفصيحة وفعل دعاء فاعله مستتر، لنا متعلقان بالفعل، {ذُنُوبَنا} مفعول به والجملة جواب شرط غير جازم.
{وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا} الجملة معطوفة على ما قبلها {وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ} مع ظرف مكان متعلق بمحذوف حال وفعل الدعاء مبني على حذف حرف العلة ونا مفعوله الأبرار مضاف إليه.

.[سورة آل عمران: الآيات 194- 195]

{رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ أنك لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194) فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَوابًا مِنْ عِنْدِ الله وَالله عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (195)}.
{رَبَّنا} سبق إعرابها {وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ} عطف على وتوفنا وما اسم موصول مفعول به ثان وعدتنا فعل ماض وفاعل ومفعوله وبهذا الفعل تعلق الجار والمجرور والجملة صلة الموصول.
{وَلا} الواو عاطفة ولا ناهية {تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ} فعل مضارع للدعاء مجزوم بحذف حرف العلة ونا مفعول به يوم ظرف متعلق بتخزنا {الْقِيامَةِ} مضاف إليه {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ} إن واسمها والجملة بعدها خبرها وجملة {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ} تعليلية لا محل لها.
{فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} الفاء للاستئناف والفعل الماضي تعلق به الجار والمجرور وربهم فاعله والجملة استئنافية {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ} أن واسمها وجملة لا أضيع خبرها ومنكم متعلقان بمحذوف صفة عامل وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان باستجاب {مِنْ ذَكَرٍ} متعلقان بمحذوف صفة عامل أو بدل {أَوْ أُنْثى} عطف {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} مبتدأ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبره والجملة معترضة أو مستأنفة {فَالَّذِينَ هاجَرُوا} الفاء استئنافية الذين اسم موصول مبتدأ وجملة هاجروا صلته {وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ} فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة ومثلها جملة {وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي} {وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا} معطوفة {لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} اللام واقعة في جواب القسم أكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر وتعلق بالفعل الجار والمجرور وسيئاتهم مفعوله المنصوب بالكسرة والجملة جواب القسم لا محل لها والقسم وجوابه خبر المبتدأ الذين {وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ} عطف على لأكفرن.
{جَنَّاتٍ} اسم منصوب بنزع الخافض وجملة {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} صفة {ثَوابًا} مفعول مطلق أو حال أو تمييز {مِنْ عِنْدِ الله} متعلقان بمحذوف صفة لثوابا ولفظ الجلالة مضاف إليه {وَالله عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ} الله لفظ الجلالة مبتدأ عنده ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ حسن والجملة الاسمية خبر الله.

.[سورة آل عمران: الآيات 196- 197]

{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (197)}.
{لا يَغُرَّنَّكَ} لا ناهية جازمة يغرنك مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون حرف لا محل له من الإعراب والكاف مفعول به {تَقَلُّبُ} فاعل {الَّذِينَ} اسم موصول في محل جر بالإضافة وجملة {كَفَرُوا} صلته {فِي الْبِلادِ} متعلقة بالمصدر تقلب.
{مَتاعٌ} خبر لمبتدأ محذوف أي: عيشهم متاع...
{قَلِيلٌ} صفة {ثُمَّ مَأْواهُمْ} ثم حرف عطف مأواهم مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والهاء في محل جر بالإضافة {جَهَنَّمُ} خبره.
{وَبِئْسَ الْمِهادُ} الواو حالية بئس فعل ماض لإنشاء الذم المهاد فاعله والمخصوص بالذم محذوف تقديره: جهنم، والجملة حالية.

.[سورة آل عمران: الآيات 198- 199]

{لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ الله وَما عِنْدَ الله خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (198) وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِالله وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ الله ثَمَنًا قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسابِ (199)}.
{لكِنِ} حرف استدراك {الَّذِينَ} اسم موصول مبتدأ {اتَّقَوْا} الجملة صلة الموصول {رَبَّهُمْ} مفعول به {لَهُمْ جَنَّاتٌ} مبتدأ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر والجملة الاسمية في محل رفع خبر الذين {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} الجملة صفة {خالِدِينَ فِيها} حال تعلق به الجار والمجرور بعده ومثلها {نُزُلًا مِنْ عِنْدِ الله} وقيل نزلا مفعول مطلق {وَما عِنْدَ الله خَيْرٌ} الواو حالية ما اسم موصول مبتدأ والظرف متعلق بمحذوف صلة خير خبر تعلق به الجار والمجرور للأبرار ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل نصب حال.
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن {الْكِتابِ} مضاف إليه {لَمَنْ} اللام للابتداء أو المزحلقة من اسم موصول في محل نصب اسم إن وجملة {يُؤْمِنُ بِالله} صلته {وَما} الواو حرف عطف ما اسم موصول معطوف على الله وجملة {أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} صلته {وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} عطف على ما قبله {خاشِعِينَ لِلَّهِ} حال تعلق به الجار والمجرور بعده {لا} نافية {يَشْتَرُونَ بِآياتِ الله ثَمَنًا قَلِيلًا} فعل مضارع وفاعله وثمنا مفعول به وقليلا صفة والجار والمجرور متعلقان بالفعل ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل نصب حال {أُولئِكَ} مبتدأ خبره جملة {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} {عِنْدَ رَبِّهِمْ} ظرف متعلق بمحذوف حال أي: موجودا عند ربهم أو متعلق بأجرهم.
{إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسابِ} إن ولفظ الجلالة اسمها وسريع خبرها والحساب مضاف إليه.

.[سورة آل عمران: آية 200]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}.
{يا} أداة نداء {أَيُّهَا} منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب {الَّذِينَ} اسم موصول بدل من أي {آمَنُوا} فعل ماض وفاعل والجملة صلة {اصْبِرُوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية ومثلها الجمل {وَصابِرُوا} {وَرابِطُوا} {وَاتَّقُوا} المعطوفة عليها بعدها.
{الله} لفظ الجلالة مفعول به {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} لعل واسمها والجملة بعدها خبرها. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سُورَة آل عمرَان ذكر فِيهَا سَبْعَة وَتِسْعين حَدِيثا:
الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع الْيَهُود فِي سوق بني قينقاع بعد وقْعَة بدر فَقَالَ يَا معشر الْيَهُود احْذَرُوا مِثْلَمَا نزل بِقُرَيْش وَأَسْلمُوا قبل أَن ينزل بكم مَا نزل بهم فقد عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِي مُرْسل فَقَالُوا لَا يغرنك أنك لقِيت أَقْوَامًا أَغْمَارًا لَا خبْرَة لَهُم بِالْحَرْبِ فَأَصَبْت مِنْهُم فرْصَة لَئِن قَاتَلْتنَا لعَلِمت أَنا نَحن النَّاس فَنزلت.
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْخراج من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت عَن سعيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة كِلَاهُمَا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أصَاب رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُريْشًا يَوْم بدر وَقدم الْمَدِينَة جمع الْيَهُود فِي سوق بني قينقاع فَقَالَ يَا معشر يهود أَسْلمُوا... إِلَى آخر سَوَاء.
وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق أيضا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَرَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق فَلم يُجَاوِزهُ.
الحَدِيث الثَّانِي:
قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث.
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب الْفَرَائِض أخبرنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور الْمَكِّيّ عَن سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار عَن الزُّهْرِيّ عَن مَالك بن أَوْس بن الْحدثَان قَالَ قَالَ عمر لعبد الرَّحْمَن وَسعد وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر أنْشدكُمْ بِالله الَّذِي قَامَت لَهُ السَّمَوَات وَالْأَرْض سَمِعْتُمْ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَة قَالُوا اللهمَّ نعم انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركت بعد مُؤنَة عَامِلِي وَنَفَقَة نسَائِي صَدَقَة انْتَهَى.
والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من رِوَايَة عَائِشَة لَيْسَ فِيهِ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء وَلَفْظهمَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نورث مَا تركنَا فَهُوَ صَدَقَة انْتَهَى.
قيل وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي غير جَامعه بِسَنَد عَلَى شَرط مُسلم من حَدِيث عمر عَن أبي بكر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة انْتَهَى.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أَخْبرنِي إِسْحَاق بن مُوسَى ثَنَا تليد بن سُلَيْمَان أَبُو إِدْرِيس عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن الزُّهْرِيّ عَن مَالك بن أَوْس ابْن الْحدثَان قَالَ قَالَ أَبُو بكر إِن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة انْتَهَى قَالَ وَتَلِيدُ بن سُلَيْمَان كُوفِي لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء.
الحَدِيث الثَّالِث:
عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَي النَّاس أَشد عذَابا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ رجل قتل نَبيا أَو رجلا أَمر بِمَعْرُوف أَو نهَى عَن مُنكر ثمَّ قَرَأَ وَيقْتلُونَ النَّبِيين الْآيَة ثمَّ قَالَ يَا أَبَا عُبَيْدَة قتلت بَنو إسرائيل ثَلَاثَة وَأَرْبَعين نَبيا من أول النَّهَار فِي سَاعَة وَاحِدَة فَقَامَ مائَة وَاثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فَأمروا قَتلتهمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْهُمْ عَن الْمُنكر فَقتلُوا جَمِيعًا من آخر النَّهَار.
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحَارِث الْبَغْدَادِيّ ثَنَا عبد الْوَهَّاب ابْن نجدة حَدثنِي مُحَمَّد بن حمير ثنى أَبُو الْحسن مولَى بني أَسد عَن مَكْحُول عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَي الشُّهَدَاء أكْرم عَلَى الله قَالَ رجل قَامَ إِلَى أَمِير جَائِر فَأمره بِمَعْرُوف وَنَهَاهُ عَن مُنكر فَقتله قيل فَأَي النَّاس أَشد عذَابا قَالَ رجل قتل نَبيا أَو قتل رجلا أمره بِمَعْرُوف أَو نَهَاهُ عَن الْمُنكر فَقتله ثمَّ قَرَأَ وَيقْتلُونَ النَّبِيين بِغَيْر حق الْآيَة ثمَّ قَالَ يَا أَبَا عُبَيْدَة... الحَدِيث إِلَى آخِره وَقَالَ لَا نعلم لَهُ عَن أبي عُبَيْدَة طَرِيقا غير هَذِه الطَّرِيق وَلم نسْمع أحدا سَمّى أَبَا الْحسن هَذَا الَّذِي رَوَى عَنهُ مُحَمَّد بن حمير انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم عَن ابْن حمير بِهِ.
الحَدِيث الرَّابِع:
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل مِدْرَاسهمْ يَعْنِي الْيَهُود فَدَعَاهُمْ فَقَالَ لَهُ نعيم بن عَمْرو والْحَارث بن زيد عَلَى أَي دين أَنْت قَالَ عَلَى مِلَّة إِبْرَاهِيم قَالَا إِن إِبْرَاهِيم كَانَ يَهُودِيّا قَالَ لَهُم إِن بَيْننَا وَبَيْنكُم التَّوْرَاة فَهَلُمُّوا إِلَيْهَا فأبيا فَنزلت ألم تَرَ إِلَى الَّذين أُوتُوا نَصِيبا من الْكتاب يدعونَ إِلَى كتاب الله الْآيَة.